Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
خطري Khattry
Archives
Derniers commentaires
11 juillet 2008

اتحاد قوى التقدم يجر إلى الخلف و" تواصل " يفشل في التواصل مع الأغلبية

اتحاد قوى التقدم يجر إلى الخلف و" تواصل " يفشل في التواصل مع الأغلبية

ساحة المواجهة السياسية في موريتانيا ازدادت لهبا بالتطورات الأخيرة ، فالجو كان مشحونا بما يكفي لهبوب عواصف سياسية يصعب التكهن بقوتها أو اتجاهها وحتى بمصدرها.

الحرب الباردة بين جبهة الرئيس و وزيره الأول من جهة و جبهة النواب المطالبين بحجب الثقة عن الحكومة ، من جهة أخرى ، قد وصلت إلى درجة متقدمة من المواجهة التي كانت في بدايتها غير مباشرة لتدخل الطور المباشر وبسرعة مدهشة .

مع تطورات الأزمة بدأت جميع التشكيلات السياسية في البلد بتصريحات مناصرة لهذا الطرف أو ذاك و بغضها لم يكن مع هذا ولا ذاك .

حزب تكتل القوى الديمقراطية كان يصب الزيت على نار الرئيس المستعرة و هو موقف منتظر من حزب لا ناقة له ولا جمل فيما يجري.

أما حزب اتحاد قوى التقدم و حزب "تواصل" اللذان ادخلا إبلهم إلى مربد الأغلبية ، فكان تعاملهما مع القضية يتسم ببعض من الحذر والتوجس ، لكنهما لم يتعاملا مع الزوبعة بنفس الطريقة.

قوى التقدم كان موقفها على الأقل واضح ومنذ البداية. فمنذ اللحظات الأولى أعلنوا أنهم يحترمون الشرعية التي يتمتع بها الرئيس و لم يمنعهم ذلك من الإصرار على القول بضلوع العسكر في هذه الأزمة .

التيار الإسلامي اختار سياسة النعامة فادخل رأسه في الرمال حتى تمر العاصفة لكن العاصفة للأسف اقتلعته و رمته بعيدا عين حقل الحكومة القادمة.

الإقصاء المبكر لأحزاب المعارضة- الداعمين لسياسة الرئيس- من حكومة ولد الواقف كان بإصرار من الأعيان الذين أوصلوا الرئيس إلى سدة الحكم وهو موقف ربما لهم فيه عذرهم الخاص ، فهؤلاء النواب والذين يطلق عليهم "المستقلون" هم من كان له الفضل في وصول ولد الشيخ عبد لله إلى الحكم ويصعب عليهم السماح لمنافسي الأمس باقتسام "الكعكة" معهم .

هذا الإقصاء مثل صدمة قوية بالنسبة للحزبين (تواصل و قوى التقدم ) غير أن وقع الصدمة سيكون متفاوتا بالنسبة لهما .

قوى التقدم رغم دخولها في أحزاب الأغلبية أبقت على نوع من التواصل مع المعارضة ، وكانت فيما يبدو تحسب حسابا لأي طارئ قد يحدث .

أما " تواصل" فقد قطع كل الصلات بالمعارضة ، و سكب قربه أملا في جود سماء ولد الواقف ، خصوصا وأنه كان قد حصل على ثلاث قرب وزارية في الحكومة المستقيلة ، ورفض التوقيع مع النواب على التماس حجب الثقة ورمى كل ثقته إلى ولد الواقف ، وجميل منصور كان قد قام بجولات مكوكية داخلية وخارجية من اجل إقناع مناصريه بفكرة دخول الحكومة ، التي تطبع مع إسرائيل ولا يتقاطع برنامجها مع برنامج الإسلاميين في خطوط تبرر الانضمام ، وما كاد أخونا يفرح بإقناع أتباعه بدخول الحكومة حتى يكتشف أن الحكومة ليست مقتنعة بأن يدخلها .

جميل ولد منصور وفي أول تصريح له بعد إقصائه من الحكومة ، بدل أن يتهم العسكر بأنه من كان وراء إقصائه من الحكومة اتهم حزب " التكتل" بأنه كان وراء إقصاء "حاتم" من مكتب الجمعية الوطنية ، وبدل أن يفكر التيار الإسلامي في طريقة يعود بها إلى صفوف المعارضة - بعد أن رفضته الموالاة – فضل التغرب في النصوص و انتهج  سياسة الهروب إلى الأمام.

هذا احد صحافة التيار يتهم القوى السياسية الموريتانية بالانحراف وقد كان يراها قبيل قليل على الصراط المستقيم ، ويتهم الشعب الموريتاني بالقابل للاستخفاف بعد أن كان يراه أذكى شعوب الأرض ويستنكر زيارة شيخ للعدو الصهيوني وكأنه لم يسمع بالخبر إلا الآن.

أخونا الصحفي تحول إلى مخرج على الطريقة لبروكيستية وأختصر مسرحيته على مشهدين :

في الأول مرغ وجه الشعب وممثليه في التراب و وصف النواب المحتجين بالفطر في تكاثرهم ، في حين أنه كان سيصفهم بالصحوة لو أن القدر شاء أن يوقع معهم جميل ملتمس حجب الثقة عن الحكومة.

المشهد الثاني اختار مخرجنا أن يظهر فيه عجز الرئيس وفساد الحاشية والرعية في حين أن الرئيس هو نفسه الذي كان يتوسم فيه أخونا وإخوته الخير الكثير .

ما نسيه أو تناساه مخرجنا القدير هو أن يضيف مشهدا ثالثا يظهر فيه زعيمه الغاضب وهو يخرج من مقر الجمعية الوطنية ويدفع الباب ورائه بعنفوان بعد أن استبعد من الحكومة ، وكانت كذلك فرصة للمخرج كي يظهر مع الممثل وهو يقول له : لا تغضب ، لا تغضب ، لا تغضب .

خلاصة القول هي أن سياسة :« إذا مت ظمئانا فلا نزل القطر» لا تنفع في شيء و انتقاد الوضع المتدهور والفساد في البلاد من العار استخدامه لتحقيق مكاسب شخصية أو حزبية وكلمة الحق من الذل أن لا نستخدمها إلا إذا مست مصالحنا الحزبية أو الشخصية.

Publicité
Commentaires
Publicité