صمب باع لحموم وشر لحموم

سمعت خطاب فخامة رئيس الجمهورية بعد وصوله إلى نواكشوط وهي مقلوبة رئسا على عقب ؛ جماعة من النواب تطالب بحجب الثقة - الغير موجودة أصلا- عن حكومة ولد الواقف والبعض يشكك في قدرة الرئيس على التصرف في شؤون الحكم.

عند سماعي لخطاب الرئيس  مسني شعور فيه المزج بين الفرحة بخيبة الظن في تدخل لولد الشيخ عبد الله قد ينتشل البلاد من منحى الهاوية الذي اتخذته والحسرة على مصير ما كان يمكن أن يكون يوما ما ديمقراطية في بلاد شنقيط .

لم أكن  بصراحة أتوقع الخير من مناورة بين الطرفين ، لأنهما وصلا إلى المشهد السياسي على نفس القارب ، لكن قلت لنفسي أن السياسة الموريتانية التي كانت دائما تغرد خارج السرب يمكن أن تأتي صدفتا بما لم يكن في الحسبان.

الرئيس هدد بحل البرلمان في حال استمرار مظاهر الاعتراض على الحكومة بين النواب والنواب قالوا أنهم سيردون على الرئيس .

لكن تفاجأ الجميع بولد الواقف يقدم استقالته بيد ويتسلم التكليف بتشكيل حكومة جديدة بيد أخرى.

ما دام الوزير الأول يحي ولد الواقف هو سبب اعتراض النواب على الحكومة فما ذا سيتبدل إن هو استقال ورجع وإذا كان مبتغى النواب المحتجين هو الحصول على مناصب وزارية فهذا سيكون سبب ليحتج أي نائب لم يجد منصب في الحكومة وان كان الرئيس أراد أن يجيب على احتجاجات السياسيين بالسخرية فهذا هو الآخر ستكون له عواقبه .

سيدي ولد الشيخ عبد الله يريد أن يستبعد أشخاص من الحكومة لكنه يعتمد في ذلك المعيار المزدوج لأنه لا يمكنه أن يجد معيارا عقلانيا يبقي على وزيره الأول المفضل ، فولد الواقف هو آكل الخطوط الجوية الموريتانية ومساعدات بلدية الطينطان المنكوبة وصندوق إعادة إدماج العائدين ...الخ. فأي من الوزراء الذين سيتم استبعادهم يمكن أن يكون أسوء من هذه الصورة.

إذا الرئيس ولد الشيخ عبد الله بتركه لودلد الواقف كان فقط " صمب باع لحموم وشر لحموم ".