Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
خطري Khattry
Archives
Derniers commentaires
12 janvier 2007

اعدام صدام: فيلم هندي لموفق الربيعي و حدّوتة عن

اعدام صدام: فيلم هندي لموفق الربيعي و حدّوتة عن ضغوط المالكي علي الامريكان
سليم عزوز

06/01/2007

لم يكن يوم السبت الماضي يوما عاديا، فالأصل فيه انه يوم عيد، أبي الأمريكان وحلفاؤهم الفرس، الا ان يكون يوم حزن مقيم، فلم تكد تشرق شمس هذا اليوم الا وقد عرف العالم كله بخبر الجريمة البشعة، التي تمثلت في اعدام الرئيس العراقي صدام حسين، وذلك بفضل الفضائيات التي تحول العالم بسببها الي قرية صغيرة!
توجهت الي قناة الجزيرة لأتأكد ان خبر اعدام صدام حسين جد وليس بالهزل، وسمعت صوتا في اتصال هاتفي مع القناة القطرية يؤكد ان الاعدام تم، وان صدام كان مستسلما ومهزوزا، وذهبت الي قنوات عراقية فوجدتها مبتهجة وسعيدة بهذا الحدث الجلل، وقد شاهدت مطربة بحجم الفيل تغني وتكاد ترقص، بما يعني انهم يعيشون أعيادا، فلم يكن الذهن صافيا الي درجة ان أركز فيما تقوله، كما شاهدت مجموعة من الشباب العراقي يلتفون حول رجل معمم وهم يرقصون فرحا، ويكاد الرجل يشاركهم الرقص، لولا انه فوجئ بالكاميرات، وتذكر عمامته.
في الواقع ان صورة الرجل المعمم وفرقته الاستعراضية، لا ادري ما اذا كنت قد شاهدتها في احدي القنوات العراقية، التي هي من تجليات الديمقراطية الأمريكية، ام في قناة اخري، فالقنوات التلفزيونية في هذا اليوم تشابهت كالبقر عند بني اسرائيل كما ورد في القرآن الكريم.
في هذا اليوم الأسود لم استطع ان أميز حتي بين قناة الحرة الأمريكية، وقناة العالم الايرانية، ففي هذه الاحتفالات (العراقية) باعدام البطل صدام حسين رفعت صورة (الخميني)، وكان من الملائم ان ترفع بجانبه صورة الرئيس الأمريكي بوش، فالاثنان انتصرا في هذا اليوم، ولعل في سياسة بوش التي انتهت (مؤقتا) الي تسليم العراق (بيضة مقشرة) الي الفرس، دليلا علي ان تمزيق الصف المسلم، والحقد الطائفي ليسا مزروعين في نفوس غلاة أهل السنة فحسب، فهؤلاء هم رد فعل، علي هذا الحقد المتجذر في نفوس القوم الذين كنا نظن ان الاسلام يكفي ليجمعنا، فاكتشفت انني كنت واهما.
في احدي الفضائيات استمعت وأنا في جولة من جولاتي الي تقرير لا اعرف مناسبته او سياقه، يقول ان هناك خلافا بين دول الخليج وايران علي تسمية (الخليج) فبينما يصر الأولون علي انه (الخليج العربي)، يتمسك الاخرون بأنه (الخليج الفارسي). وفي بداية الثورة (الاسلامية) في ايران أثير هذا الخلاف، وكان غريبا ان ايران في عهدها الاسلامي تصر علي التمسك بفارسيتها، مع ان الاسلام نهي عن الدعوة للعصبية، وقد اقترح الشيخ عبد الحميد كشك الداعية المصري الشهير رحمه الله، والمنحاز لثورة الملالي، حلا للخلاف وقتها بان يطلق عليه (الخليج الاسلامي)، وتصورت ان القوم في ايران سيعتبرون هذا الاقتراح رمية بغير رام، فتبنيهم له يؤكد علي الوجه الاسلامي لثورتهم، ومن ناحية اخري يحرج أهل الخليج، لكنهم لم يفعلوا.
لم اذهب الي قناة (المنار) في هذا اليوم مخافة ان تكون مشاركة للحرة، والعالم، وعدد من القنوات العراقية الاحتفال بهذا النصر المبين، الذي تحقق علي اليدين الكريمتين لجورج بوش، واذا كان موقفي من حسن نصر الله يكاد ان يتغير، ولم اجهر بهذا القول مخافة ان يكون هذا من تجليات المحنة، فمؤكد ان زيارة لقناته (المنار) واكتشافي مشاركتها في الأفراح المنصوبة، كان سيجعل محاولاتي لمجاهدة النفس تبوء بالفشل، فاذا كان هناك مثل دارج يقول ان ما تجمعه النملة في سنة يبدده الفيل في لحظة، فان ما جمعه حسن نصر الله بموقفه المعادي لاسرائيل من تعاطف لايران، بدده حلفاؤهم في العراق مع خبر الاعدام، واذا كان بمواقفه ضد العدو الاسرائيلي نجح في ان يذيب الاحتقان المتصاعد ضد الشيعة، ويجعل من مهمة دعاة التفريق صعبة للغاية، فان حلفاء العراق بما فعلوا قد سهلوا المهمة، وأعادوا الكراهية المذابة عند نقطة التجمد من جديد، بل أصبح الشك يحيط بأفعال قائد حزب الله من كل جانب. فهناك أقوال بدأت تتناثر من انه في كل طلعة من طلعاته في لبنان، كان الهدف جذب الأنظار عن الحاصل في العراق، واذا كنا عندما تم اسر الرئيس العراقي في فيلم الحفرة الشهير لم نتوقف عند شماتة أبداها، باعتبار ان نضاله ضد اسرائيل يجُب مالا نوافق عليه منه من أقوال وأفعال، فمن المؤكد انه بعد حرص الصفويين علي (التنكيد) علينا في يوم العيد، فان الوضع سيختلف. وقد استمعت الي تقرير فضائي يدور حول انه سيخرج علينا بتصعيد في الأيام القادمة، ربما يكون الدافع من ورائه التغطية علي ما فعله أشقائه في العراق من شق للصف الاسلامي، وبمعاونة (للمقاولين) الذين يعملون لصالحهم في بلاد فارس، فنصيحتي له الا يفعل، فمن الأسلم له ان يختفي الآن، فربما استطعنا في المستقبل ان ننسي حرص القوم في العراق علي تحويل عيدنا الي حزن عم كل البيوت، بعد ان قرروا ان يكون عيدهم في يوم آخر، وكانت أحزاننا أفراحهم، رفعت فيها صور الخميني علي النحو الذي شاهدناه في الفضائيات المختلفة.

ملابس الحداد
في البداية كانت مذيعة قناة الجزيرة تلبس ملابس عادية، فاليوم يوم عيد، لكن بعد هذا ظهر المذيعون والمذيعات في حالة حداد، وهذا هو سر نجاح هذه القناة، وهي ان المشاهد يشعر انها تعبر عنه، حتي في أحزانه. وقد كانت لزوم الحياد تستضيف الذين مسهم فرح باعدام البطل العراقي، والذين احتفلوا بعيدهم قبل قدومه، ولا اعتقد ان الاهتمام بالجانب الاخير قد قلل من قدر القناة لدي المشاهد، فيكفيها انها نقلت جانبا تسترت عليه غيرها من القنوات المبتهجة، التي يملكها أقوام صارت أحزان الأمة أفراحهم.
في الحوادث الكبري تنشط الجزيرة ، ويجتهد العاملون فيها لاثبات جدارتهم بهذا النجاح، الذي لم يأت من فراغ. وقد اتصلت القناة بهذا الذي كاد ان يرقص عشرة بلدي وهو يؤكد ان صدام حسين اعدم، وانه شاهد اعدامه بنفسه، وزيادة في التشفي فقد أكد ان صدام كان خائفا بشكل مثل بالنسبة له مفاجأة، لكن لم يكد يمر كثيرا علي هذه (الوصلة)، حتي وقف عموم المشاهدين علي الكذب الفاضح المفضوح، عندما قال عبد الصمد ناصر انه سينتقل الي قناة (العراقية) التي تبث اللحظات التي سبقت اعدام صدام حسين.
كانت لحظات مؤلمة، لكنها في نفس الوقت شفت صدور قوم مؤمنين، بشجاعة شهيد هذه الأمة، فالبطل لم يكن خائفا كما قال المسؤول في عراق كوندوليزا رايس، والصحيح أنهم هم كانوا في حالة فزع، فلم يظهروا، ومن ظهر منهم اخفي وجهه، بينما صدام حسين تمتع برباطة جأش وشجاعة، يليق بها، وتليق به، وذهب الي المشنقة علي قدمين ثابتتين، وبعينين مفتوحتين، ورفض ان يضع قناعا، وهذا الرفض الذي علمناه بعد ذلك مثل ردا علي الملاحظة التي أبداها عبد الصمد ناصر وهو يعلق علي اللقطات التي أظهرت البطل علي منصة الاعدام، ، وقد وصفت المحامية الشجاعة بشري خليل هذا الثبات بأنه شبيه بثبات آل البيت، قالت هذا وهي تتحدث للجزيرة من الأردن، معلقة علي الفيلم الهندي لموفق الربيعي.

مصور المالكي
ذهبت الي قناة (العراقية) فوجدتها تعيد في نشر هذه اللقطات وتزيد، وهي التي التقطها مصور رئيس الوزراء نوري المالكي الذي اعتمد قرار الاعدام، وكان حريصا ومتعجلا علي ان ينفذه في صبيحة يوم عيد الاضحي للمسلمين السنة، وقيل انه لكي تطمئن قلوب الأمريكان الملتاعة، فقد اتصل بالمرجعيات الدينية في النجف وحصل منها علي الموافقة، والفتوي بأن هذا جائز، وربما واجب، الأمر الذي يؤكد ان تعميق الخلاف، يتم من الفرس وتابعيهم وعلي اعلي مستوي!
لعله موفق الربيعي الذي سبق اسم نوري المالكي في اتصال (الجزيرة) معه بوصف (دولة) رئيس الوزراء.. حلوة (دولة) هذه، فسيادته أصبح دولة رئيس الحكومة، ويلتقي مع بوش وكوندوليزا رايس. وعندما اتسع حجم الكراهية للادارة الأمريكية، قال القوم فيها ـ وعلي طريقة تجار المخدرات عندما يقومون بتحميل قضاياهم لصبيانهم ـ أنهم كانوا ضد تنفيذ حكم الاعدام في يوم عيد الاضحي، بيد أنهم تعرضوا لضغوط من الحكومة العراقية، ولعل المالكي وباقي أفراد شلته قبلوا (شيل) القضية لأنه أعجبتهم حدوتة (الضغوط) هذه.. المالكي (يضغط) علي بوش.. حلوة.
لا بأس فالمالكي أصبح اسمه ينطق مسبوقا بلقب (دولة) رئيس الوزراء، وأصبح معه مصور خاص، وهذا المصور الخاص هو الذي قام بتصوير هذا الحدث الجلل، والذي تم بث جانب منه عبر قناة (العراقية) اتباعا لسياسة كيد النساء في يوم عيدنا، فاذا بهم يكرمون خصمهم من حيث لا يدرون. سعيا في التنكيد علينا فقد تم بث صور التقطت بالهاتف الجوال بالصوت والصورة هذه المرة، وقد حاولت العصابة التي اختطفت الرئيس البطل ان تسيء اليه، فاذا بكيدهم يرتد الي نحورهم، لم ينالوا خيرا، فقد كان صدام فضلا عن شموخه الشكلي شامخا في الموضوع، فوبخ الهمج الذين سعوا لاهانته، ولم يعلموا انهم أساءوا لأنفسهم، وكان صدام وهو يردد الشهادتين بصوت جهير في اخر كلام له في الدنيا، كما لو كان يخطب في جمع غفير من الناس.
لقد كانوا يتصرفون كمن تتخبطه الشياطين من المس، ولم يجدوا بعد هذا ما يقولونه الا ان الميليشيات قد اقتحمت غرفة الاعدام، وهي التي أبعدت رجال وزارة الداخلية وتولت اعدام الرجل.. غريبة مع ان موفق الربيعي كان بسلامته حاضرا وهو مستشار الامن القومي، ومعني ذلك ان سيادته عجز حتي عن ان يحقق الأمن في مكان صغير هو موجود فيه. وهو امر لو صح فان الحكومة العراقية في الزمن الأمريكي مطالبة بأن تفصح عن الي أي جهة تنتمي هذه الميليشيات التي ارتكبت هذه الجريمة، وفي حضور قاض صدق نفسه وقال انه كاد ان يوقف تنفيذ الاعدام عندما وقعت الاساءة للرئيس العراقي.
ان الهمج الذين احتشدوا في غرفة الاعدام كانوا يظنون انهم سيفوزون بلحظة ضعف علي الرئيس الشجاع، ولم يعلموا انهم سيكونون في حضرة صدام حسين. فلا نامت أعين الجبناء.
كاتب وصحافي من مصر

Publicité
Commentaires
Publicité