Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
خطري Khattry
Archives
Derniers commentaires
21 octobre 2008

ثمانية عشر شهرا من الديمقراطية ثم جاء الطوفان

31386082_p31418752_p

يعيش العالم منذ أزيد من شهرين حالة حداد على وفاة الديمقراطية الموريتانية التي ولدت بتشوه خلقي في 19 ابريل 2007 وأطلق عليها الجنرال محمد ولد عبد العزيز رصاصة الرحمة في السادس من أغسطس 2008.

كنت – وأظن أغلبية الموريتانيين كذلك – أدرك كل الإدراك أن الجيش الذي انقلب على ولد الطايع في الثالث من أغسطس 2005 لن يسمح بوصول أي مدني إلى السلطة في البلاد دون أن يجعل منه دمية يحركها كما يشاء .

بتنصيب السيد سيدي ولد الشيخ عبد الله في 19 ابريل 2007 كأول رئيس منتخب في موريتانيا كان قد قبل أن يكون تلك الدمية – استسمح على اللفظ- وبذلك بدأت مشاهد مسرحية عالمية شارك في كتابتها أعضاء المجلس العسكري السابق ولأن هذا الأخير أراد لها أن تجسد على طريقة الدمى المتحركة ، شب الصراع حول من سينفرد بتحريك الشخوص. فشاءت الأقدار ممزوجة بضعف بعض أعضاء المجلس والثقة العمياء للبغض الآخر أن يكون العقيد سابقا الجنرال حاليا ولد عبد العزيز هو البطل الرئيسي والمحرك لخيوط الدمية من وراء الستار...وهكذا بدأ العرض على وقع الرقصات الإفريقية والتصفيق العربي والبسمات الغربية ، وبدأ المجتمع المدني والأحزاب السياسية في العالم يشيدون بالديمقراطية الموريتانية ، وبدأت أقلام كبار المثقفين العرب تنظر لانتقال ديمقراطي في المنطقة على الطريقة الموريتانية .

لكن المطلع على المشهد السياسي الموريتاني من الداخل والمدرك لحقيقة ومستوى التغيير لم يتفاءل كثيرا بالديمقراطية منحة العسكر ولم يفاجأ بتحول المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية إلى المجلس الأعلى للدولة.

مشكل العمل السياسي في موريتانيا هو مشكل بنيوي وأية معالجة لا تستهدف مكمن الخلل هذا تبقى دون جدوى ولن تفضي إلى ديمقراطية حقة .

الكثيرون ممن يطلق عليهم "السياسيون" في موريتانيا يعتبرون أن الحزب السياسي مجرد متجر أو مقاولة  مثل المخابز و متاجر الحديد و دكاكين بيع التمور، و"السياسيون" يميلون حيث مالت رياح السلطة أو هم مثلما أطلق عليهم أبو الصحافة الموريتانية حبيب ولد محفوظ "السياسيون الرحل" .

أما القلة القليلة من الذين حاولوا و يحاولوا التأسيس لعمل سياسي في" بلا المليون انقلاب" فيجدون أنفسهم محاصرين ، من أمامهم جيش لا يؤمن من الديمقراطية إلا بما يغلف به حكمه العسكري ، ومن خلفهم مجموعة من المدنيين الذين جندهم العسكر ليسددوا لهم طعنات من الخلف كلما رغب الحكام الجدد في ذلك .

إذن الديمقراطية في موريتانيا كانت قد بنيت فوق براميل بارود وهاهي براميل البارود الأربعة انفجرت في صبيحة السادس من أغسطس ليتهاوى سرح الديمقراطية أمام أنظار المجتمع الدولي الذي كان قد استثمر أمواله في انتخاباتها، وجند طاقمه لمراقبتها فما كان من هذه الدول إلا أن تعبر عن أسفها وأساها وتدرك أن "اللعبة انتهت" في موريتانيا.

أما ولد عبد العزيز وبعد مرور أكثر من شهرين على انقلابه الناجح عسكريا، الفاشل سياسيا فيبدو انه لم يدرك بعد معنى المثل المغربي – الذي سمعه كثيرا – القائل "دخول الحمام ليس مثل خروجه" فبدأ الضغط عليه من الداخل بالمظاهرات والمسيرات الشعبية المطالبة بعودة سيدي ولد الشيخ عبد الله ، ومن الخارج بعدم الاعتراف بانقلابه وفرض العقوبات الزجرية والتهديد بالتدخل بالقوة ودعوته إلى مغادرة القصر الرمادي.    

Publicité
Commentaires
Publicité