Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
خطري Khattry
Archives
Derniers commentaires
25 décembre 2007

صمبا اتيام، رئيس حركة "افلام" في حوار

صمبا اتيام، رئيس حركة "افلام" في حوار مثير: نحن لا نحمل حقدا لأحد. طباعة ارسال لصديق
25/12/2007 - 10:45

ابيوس جالو taqadoumy.com

لقد ظلت قوات تحرير أفارقة موريتانيا "افلام" تمثل في أذهان الموريتانيين حركة عنصرية متطرفة تدعو الي تقسيم البلد علي أساس إثني، وتجهر بكراهيتها للعنصر العربي الموريتاني ولثقافته.. وطالبت في بدايات تأسيسها في الستينات الي اقامة "جمهورية الوالو" في الجنوب الموريتاني تكون خاصة بالزنوج..

وقد تسبب خطابها المتطرف هذا مع الخطاب المتطرف للقوميين العرب في أحداث عرقية عنيفة في الستينات والسبعينات وبلغ الصدام أوجه في الثمانينات والتسعينات، حتى كادت تلك الأحداث أن تعصف بالكيان الموريتاني الموحد وتدخل البلد في حروب أهلية عبثية
وفي السنوات الأخيرة بدأت حركة "افلام" تحسن من خطابها السياسي، حيث أقرت عام 2002 إسقاط عبارة "نظام البيظان العنصري" من خطابها السياسي، كما انشق عنها عام 2005 تيار معتدل سمىّ نفسه "افلام التجديد". واليوم أصبحت "افلام" حركة سياسية مقبولة من طرف السلطات الجديدة حيث التقي رئيس الجمهورية برئيسها مؤخرا وتحادثا هاتفيا مرات عديدة بشأن تنظيم عودة المبعدين وتسوية ملف الإرث الانساني.
رئيس الحركة، صمبا اتيام، المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية تحدث الي "تقدمي" عن مفهوم حركته للوحدة الوطنية، وعودة المبعدين، وملف انتهاكات حقوق الإنسان.




تقدمي: يتوقع عودة اللاجئون الموريتانيون من السنغال ومالي خلال شهر ديسمبر الجاري.. هل يعني ذلك أن الحلم تحقق؟
صمبا اتيام: شيئا ما، نعم.. لذلك ما نأمله على الأقل.. فهذا الحلم دام 18 عاما! ومع ذلك فمن المبكر الحديث عن تحقيقه، لذا علينا الانتظار قليلا.

تقدمي:  قلتم "على الأقل"؟
صمبا اتيام: نعم، لكنني أكرر أنه من المبكر الاحتفال بالانتصار.. لقد حملنا هذا الملف عاليا على أذرعنا.. وحدنا تقريبا.. بما يعنيه ذلك من معاناة، طيلة 18 عاما.
وبصراحة، كان الجميع سيتناسون هذا الملف منذ أمد بعيد لولا عمل قوى تحرير الأفارقة بموريتانيا (افلام). وبعبارة أخرى، كان العمل التعبوي الذي قمنا به بكثير من التضحيات داخل الأوساط السياسية والإعلامية، هو ما جعل العالم يحتفظ في ذا كرته بأن هناك جرائم بشعة ارتكبت في مكان ما، وأناسا سلبوا حقهم في وطنهم. لذلك نحن سعداء إذ نلاحظ أن هناك أمل في إحقاق الحق بدأ يلوح في الأفق، مثل ما نحن فخورون لأن صبرنا وإصرارنا وثباتنا باتت على وشك أن يعطي الثمار المنتظرة، وبذلك يمكننا القول إن جهودنا لم تذهب سدى.

تقدمي: ما الذي سبب –في نظركم- كل هذا التردد حتى الآن؟
صمبا اتيام: غياب إرادة سياسية معلنة لتسوية المشكلة.. الرئيس سيدي ولد الشيخ عبدالله أظهر من خلال خطابه التاريخي أنه مفعم بهذه الإرادة السياسية.
لقد اعترف، باسم الدولة، أن أخطاء قد ارتكبت، وعبر عن مواساته، باسم الدولة للضحايا، والتزم أخيرا بالشروع في التعويض المعنوي والمادي من قبل الدولة..  هذا أمر هام لأنه يشكل روح استعداد إيجابية لا بد من الاعتراف بها.

تقدمي: تقصدون أن النظام السابق لم يمنحكم أبدا بصيص أمل؟
صمبا اتيام: ولد الطايع ظل متعنتا اتجاه هذه القضية، وذلك بدعم من خلصائه بالطبع.. ولد الطايع كان –في نظري- الرئيس الأقل ذكاء من بين كل الذين حكموا موريتانيا.. كان يمكن له أن يحل القضية لو أن لديه رؤية بشأن المصير المشترك للشعوب.  لكن لا، بل كان تفكيره منصبا على جزء من الشعب، كان يتحدث إلى مجموعة من الشعب، مجموعة واحدة... وهذا الموقف هو الذي ولّد الانقسام وكل الويلات التي انتهت بشرخ في النسيج الموريتاني الذي لم يكن صلبا في السابق. وللإجابة على سؤالكم، كانت كل الآفاق مسدودة في ظل ولد الطايع.. لم يكن هناك أي بصيص أمل ولا أي أفق في المستقبل سوى الانهيار. واليوم تبدو الأمور في طريقها للتقويم بفضل النهج الجديد.

تقدمي: هل تم إشراككم في الإجراءات المتعلقة بعودة اللاجئين؟
صمبا اتيام:  بصراحة لا!، لم يتم إشراكنا بشكل مباشر.. لكننا نتبادل الرأي في الغالب مع القائمين على هذه المسألة.

تقدمي: قبل التجاوب مع اليد الممدودة من نواكشوط، هل اتصلتم بالسلطات المالية والسينغالية، التي هي صاحبة فضل عليكم في السابق؟
صمبا اتيام: صاحبة فضل على "افلام" أم على اللاجئين؟. علاقاتنا بتلك السلطات كانت مبنية على الاحترام والتسامح، ومع ذلك لم يبدو لنا من الضروري القيام بهذه الخطوة، حيث أن سلطات هذين البلدين تعرفان أكثر من أي أحد مطالب اللاجئين، خاصة وأننا لم نفتأ نذكرها بمسؤوليتها في إدارة هذا الملف. وأيا كانت نهاية ما يتم رسمه اليوم، فإن قوى تحرير الأفارقة بموريتانيا، شأنها شأن اللاجئين، تظل تهنئ وتشكر الحكومتين والشعبين في كل من السينغال ومالي، فكرم ضيافتهما لم يخذلنا أبدا.

تقدمي: حتى وإن كان هناك...
صمبا اتيام: تلمحون دون شك لبعض الاختلالات أو الهفوات، إن صح التعبير، التي تعرض لها بعض مناضلينا هنا وهناك من قبل تلك السلطات.. إنها أحداث ينبغي وضعها في إطار التحفظ السياسي، حيث لا يوجد أي نظام يرغب في أن يتهم بكونه مصدرا لزعزعة استقرار جاره.


تقدمي: ما الذي دفع بكم إلى اتخاذ قرار القبول بالعودة؟ لقاؤكم بالرئيس سيدي في نيويورك؟
صمبا اتيام: سؤالك فيه نوع من الغموض، فهو يفترض مبدئيا أننا من يقرر عودة اللاجئين، وهذا غير صحيح..  اللاجئون (وأعني الذين يعيشون داخل المخيمات) أحرار في قراراتهم وفي خياراتهم للمستقبل.. هم وحدهم من يتخذون قرارهم، وذلك بحسب ما تمنحه لهم نتائج الأيام الوطنية للتشاور.

القلم: ولكن...
صمبا اتيام: نحن لا نخفي صلاتنا باللاجئين الذين هم أهلنا، والذين نؤطرهم.
صحيح أن هناك بعض الخصوصيات، لكن نحن كقوة وكضمير سياسي علينا أن ندافع عنهم في كل حقوقهم وهذا ما أدى إلى التنسيق الذي نحافظ عليه معهم..  لنكن واضحين: نحن لا نملي عليهم شيئا، والقرار النهائي بأيديهم دائما.. أما اللقاء مع الرئيس فجاء تكملة لحوار متواصل يعود إلى ما قبل الرئاسيات.
وبما أن ولد الشيخ عبد الله جاء إلى نيويورك حيث أقيم، فقد رأينا نحن الاثنين من الطبيعي والعادي أن نلتقي.

تقدمي: وأقنعكم؟
صمبا اتيام: أقول انه بدا لي مطمئنا ومباشرا وواضحا..

تقدمي: في موريتانيا يتم التحضير بنشاط لعودة اللاجئين.. لكن قبول الجميع لذلك ليس مضمونا بعد، فهل يقلقكم ذلك؟
صمبا اتيام: في الواقع، التعبير الدقيق "المبعدون" بالنظر إلى الظروف التي أدت إلى وجود السكان المعنيين في المنفى، حتى وإن كان البعض يرى في هذا التعبير شحنة سياسية، ويفضلون عليه تعبير "اللاجئين" الأكثر حيادا..
أعتقد أن المسألة تتعلق فعلا بعملية تهجير، لكن القضية لا تكمن في هذا. ففي أيامنا هذه يستحيل الحصول على موافقة جميع الناس حول أي شيء مهما كان، أحرى حول هذه المسألة الحساسة والشائكة..
عودة اللاجئين تمس رهانات، وتؤثر على مصالح.. إنها توقظ مخاوف دفينة..  وباختصار فمن الطبيعي ألا تلقى تقبل الجميع.
غير أنني أؤمن بأن غالبية أبناء بلدي من العرب البربر، الذين يحكمون المنطق ويؤمنون بالمصير المشترك.. هؤلاء يقبلون هذا الخيار المتمثل في العودة والذي تعمل السلطات الجديدة على تحقيقه. هناك الكثير مما سيتم ربحه من عودة هؤلاء اللاجئين، أكثر من بقائهم خارج الحدود. ويبدو لي أن حملة تحسيس متجددة وفعالة حول القضية لن تكون عديمة الفائدة.

تقدمي: انقسمت حركتكم إلى فسطاطين خلال العام الماضي.. هل لكم أن تشرحوا لنا الأسباب التي أدت إلى الانشقاق؟
صمبا اتيام: إنها صفحة أود أن أراها اليوم مطوية، لأنها تذكر بشرخ ما زال مؤلما بين رفاق في الكفاح..  لكن لأبقى وديا سأتحدث عنها بشكل موجز.. عندما يصبح الكفاح طويلا وشاقا، فإنه يولد بعض التوتر ويزيد من شد الأعصاب، فتحدث تصدعات.. هذه حقيقة تاريخية مرت بها جميع حلقات النضال رغم استثناءات نادرة.. منظمة التحرير الفلسطينية انقسمت إلى فصائل عدة، حركة "النمور السوداء" في الولايات المتحدة آلت إلى نهاية مأساوية، جبهة التحرير الوطني انقسمت عند استقلال الجزائر.. والأمثلة كثيرة..
عودة إلى موضوع "افلام"، تحديدا، أقول إن تحليلات تقييم الوضع آن ذاك اختلفت حول نقطة واحدة: أية قراءة للمرحة الانتقالية بقيادة اعل ولد محمد فال؟
رفاقنا الذين أصبحوا فيما بعد منشقين اعتقدوا أن تغييرا هاما قد حدث، وأنه يجب أن نعود رسميا وعلى الفور.. نحن كنا نعتقد العكس: قلنا إن هؤلاء العسكر جاءوا للتو ولم يكشفوا عن أوراقهم بعد، وعليه ينبغي التريث ومنح الوقت الكافي لمراقبة ما يجري من أجل تقييم أفضل للوضع، ومن ثم وضع إستراتيجية ملائمة على هذا الأساس..  المنفى ليس غاية في حد ذاته بالنسبة لأي كان، ولكن كان يجب الحذر ومراقبة ما يجري، "ذلك أن السذاجة أمر لا يغتفر بالنسبة لأي سياسي"، كما يقول الروائي السينغالي عالي انداو.  والاستقبال الذي خصهم به اعل ولد محمد فال ومواقفه المسيئة أظهرت أن طرحنا كان صائبا.. رفاقنا أضافوا طبعا، ولديهم حجج كثيرة، أنه إذا أردنا أن نظل واقعيين ومنسجمين مع ذواتنا "علينا البقاء قرب الشعب الذي رفعنا شعار الدفاع عنه والنضال من أجله".. لكن أين هم اليوم؟ في باريس أم في نيويورك؟
أعتقد أنهم لو تحلوا بقليل من الصبر والتأني، لكنا تجنبنا هذا الشرخ.. فالوقت حان الآن فقط، بالنظر إلى مؤشرات لا تخدع.  والتاريخ سيحكم حتى وإن تقاطعت طرقنا من جديد، فالطريق ما زال طويلا ولم يتحقق كل شيء حتى الآن.

تقدمي: ما هو تصوركم للوحدة الوطنية؟
صمبا اتيام: تصوري للوحدة الوطنية ينبني في الواقع على ما قاله لي الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله أثناء لقائي به في نيويورك، عندما أثرنا طرق الحل التي ينبغي أن يبنى عليها البلد وهي رؤى كانت وجهتا نظرنا حولها مختلفة قليلا، قال لي الرئيس على سبيل الود أنه يتفهم رؤيتنا ويحترمها، لكنه يفضل الرؤية المبنية على المواطنة، أي أن "الموريتانيين يجب أن تكون لهم نفس الحقوق ونفس الواجبات دون اعتبار العرق أو الفئة أو القبيلة".. لكن إذا كانت حركة "افلام" ما تزال متمسكة حتى اليوم بحل يقوم على أساس مجموعات فذلك لأن كل الأنظمة السياسية السابقة أظهرت عجزها عن تنفيذ هذا المبدأ. وقد تبين أن تجربة الأربعين سنة الأخيرة كانت فاشلة، فالرجال الذين تولوا قيادة مصير هذا البلد إنما عملوا باتجاه معاكس.  لذا فنحن ما نزال مقتنعين بأنه من أجل تجسيد هذا المبدأ الغالي بخصوص الوحدة الوطنية على أرض الواقع وجعله غاية علينا بالضرورة أن نرسخ في بعض العقليات أن "الآخر موجود" في بعده النفسي والثقافي وفي هويته.

تقدمي: كيف تتصورون القيام بذلك؟
صمبا اتيام: الاعتراف بوجود هذا الآخر وتأكيده كمرحلة وسطى نحو المواطنة غير القابلة للتمايز لا يمكن أن يتم إلا من خلال حل على أساس المجموعات، الاستقلالية الذاتية. وهي مرحلة مؤقتة وانتقالية نحو بناء الدولة -الأمة التي لا تمايز بين مواطنيها.  هنا تكمن وجهة نظرنا..  وبكلمة واحدة، إذا كنا نتقاسم مع الرئيس هذا الهدف التوافقي فإننا نظل متشائمين بشأن تحقيقه بشكل عفوي، دون المرور بهذه المرحلة الانتقالية لكننا لا نريد سوى أن يقدم لنا ما يقنعنا.

تقدمي: هل انتهى زمن الأحقاد؟
صمبا اتيام: ضد من؟ حركة "افلام" لم تحمل أبدا أي حقد من أي نوع.. كلا.. ربما بعض الأسى؟ فقوى تحرير الأفارقة بموريتانيا تشعر بمرارة سوء فهم خطابها الذي لا يحمل أي حقد وإنما يطالب فقط بكرامة متساوية للجميع، ولكل واحد، في وطنيتهم الصادقة، في حبهم لهذا البلد..  مرارة لعدم فهمها حيث قالت ما يجب أن يقال قبل الوقت المناسب.. مرارة سوء الحكم عليها عندما بقيت "متصلبة إلى جانب الحقيقة".

تقدمي: متى ينوي صمبا اتيام العودة إلى موريتانيا.. قريبا؟
صمبا اتيام: نعم، أفكر في ذلك.. كون جريدة وطنية تتيح لي امكانية التعبير عن مواقفي ومنطقي على صفحاتها يؤكد أن الأمور بدأت تتغير في الاتجاه الإيجابي.. آمل إذن أن أعود قريبا.

Publicité
Commentaires
Publicité